النحل والالوان
صفحة 1 من اصل 1
النحل والالوان
السلام عليكم و رحمة الله و
بركاته
أخواني و أخواتي الافاضل
هذا البحث الذي أنقله إليكم هو بحث كتابه الاصلي هو الاخ الفاضل ..
الاستاذ حسن بنلفقيه ..
و هو تقنية متكاملة لتربية النحل ليلا
وقد أبتكرها الاخ الفاضل حسن في تربية النحل .. و قد تم نقلها في خلية الابحاث
لتكون مرجعاً للنحالين وللمناقشة من الجميع للاستفادة من هذه الافكار
..
اترككم الان مـع البحث .....
استمر اعتمادي في تربية
النحل ، و لسنوات عديدة ، على ظلمة الليل و الضوء الأبيض لمصباح عادي . و كنت طيلة
هذه المدة ، دائم البحث على تقنية تمكن من تحسين إجراء عمليات التدخل هذه ، مع أقل
ما يمكن من الأضرار التي تصيب النحل و النحال خلال العمل في المنحل ليلا .
و في إحدى زياراتي لمكتبة من المكتبات ، وجدت كتابا كنت أسمع و أقرأ
عن صاحبه ، و أتمنى العثور عليه لقراءته .
ذلكم الكتاب هو ما يمكن
ترجمة عنونه إلى :" حياة النحل و طبائعه " ، أو " حيات النحل و سلوكه " أو حياة
النحل و عاداته " ـ Vie et mœurs des abeilles ـ والكتاب كما هو ظاهر من عنوانه عن
حياة النحل ، و هو مترجم من الألمانية إلى الفرنسية ، و مؤلفه هو النمساوي " كارل
فون فريتش Karl von Frisch " ،( 1982 - 1886 ) ، الحائز على جائزة نوبل في الطب [
الفيزيولوجيا ] سنة 1973 ، كتتويج عن أعماله الرائدة في البحث و الدراسة لأجهزة
الإحساس و الإستشعار عند الأسماك و الحشرات ، و التي قادته إلى فهم " لغة النحل
الخاصة و المعتمدة على رقصات تقوم بها النحلات الراجعة من جولاتها الإستطلاعية و
مهماتها الإستكشافية عن مصادر الرحيق و حبوب اللقاح و الماء ، لإطلاع شغالات الخلية
على وجهة ، و بُـعْـدِ ، و كمية مصدر الغذاء المكتشف ، حتى يتسنى لجموع الشغالات
التوجه بثقة و ضبط ، و دون ضياع للجهد و الوقت ، و مباشرة إلى عين المكان الموصوف
في حركات النحلة الراقصة " . و كان الكلام عن و في هذه الرقصات لفترة ـ و لا يزال ـ
" موضة " مشهورة عند مثقفينا العرب و غيرهم ، تـُذْكر في النوادي ، و المقاهي ، و
على مقاعد الحافلات و القطارات و ربما الطائرات ، كعنوان على سعة الإطلاع و متابعة
التقدم العلمي و مسايرته ، و عادة ما تذكر هذه اللغة الراقصة إلى جانب نظرية
النسبية عند آينشتاين ، و غزو الفضاء و أخيرا الإستنساخ و ما أشبه من مواضيع ، و
على اختلاف اطلاع المتحدثين و مستواه ، لقتل الوقت كما يقال في مثل تلكم
اللقاءات.....
فرحت بعثوري على هذا الكنز الثمين . و
استمتعت كثيرا بتتبع ما يعرضه صاحبه من تجارب و نتائج و استنتاجات و تحليلات و
معلومات جديدة عن حياة النحل و سلوكه . و مما استوقفني فيه ، حقيقة عجيبة عن كيفية
رؤية النحل للألوان . ذلك أن هذا العالم الفذ اكتشف أن النحل يرى كل الألوان إلا
لونا واحدا هو اللون الأحـمـر . فسبحان الله الذي له في خلقه شؤون
...
و خلال نفس الشهر الذي كنت أقرأ فيه كتاب " فون فريتش " هذا ، و في
إحدى الليالي التي اشتد علي لسع النحل و أنا داخل المنحل ، و جلست في ظلمة تامة على
كرسي صغير استجمع أنفاسي و أستريح بعد أن قطعت التيار الكهربائي عن المصباح ، تذكرت
حالة النحل إزاء اللون الأحمر ، فقلت في نفسي : ما أشبهني بنحلة وسط ضوء أحمر، لا
ترى ما يحيط بها . عندها جاء الفتح ، و استنتجت من فكرتي هذه ان النحل لن يراني لو
استعملت مصباحا يعطي ضوءا أحمر عوض الضوء الأبيض العادي . أما أنا فلست بنحلة ،
فيكون في استطاعتي أن أرى النحل من حيث لا يراني . و كانت البداية
.
خلال نفس الأسبوع أعددت مصباحا كهربائيا للجيب ، يعطي ضوءا أحمر و
جربته فوجدت التقنية ناجحة . و جربت مصابيح أخرى مرتبطة بالشبكة الكهربائية للمنزل
، من أحجام متنوعة و بقوة مختلفة و من مسافات متباينة . و اعتمدت التقنية لإنجاز
جميع التقنيات الخاصة بتربية النحل و بدون استثناء، و خلال شهور و شهور و في مختلف
الفصول ، فحمدت النتائج .
و كررت التجارب و كانت كلها ناجحة .
عندها قمت بعرض التقنية الجديدة في اجتماع لجمعية مربي النحل بالمغرب بالعاصمة
الرباط ، و الذي كنت وقتها عضوا من أعضاء مكتبها ، و طلبت من النحالين تجربتها في
مختلف الأعمال الخاصة بتربية النحل .
و بعد شهور توصلت من رئيس
النحالين بالمغرب و باسم جمعيتهم ، بشهادة أعتز بها ، يعترف فيها و يشهد بنجاح
التقنية بعد تجربتها و تطبيقها و أنها نافعة و ستساعد على تقدم تربية النحل ببلادنا
. و عرضت التقنية أيضا على العديد من النحالين الجدد بمنطقة إقامتي ، و يشهدون كلهم
أنهم يحمدون تطبيقها ، و لولاها ما استطاعوا مزاولة تربية النحل بسلام داخل حدائقهم
بالمراكز الفلاحية و على سطوح البيوتات في القرى و المدن
لنجاح تقنية النحالة ليلا و الحصول على النتائج المرغوبة ، و بعد
الإكتتاب في تأمين خاص بالمسؤولية المدنية في تربية النحل َAssurance
responsabilité civile ، لابد من مراعاة النقط التالية :
[1] يجب وضع الخلايا على ارتفاع لا يقل عن عشرة سنتيمترات عن سطح
الأرض ، و تنقية أسفل الخلية و محيطها من كل الحشائش اليابسة و الخضراء حتى لا يجد
النحل المتواجد في جنبات الخلية أثناء فتحها أي وسيلة يتخذها مطية للنزول إلى تحت
الخلية فينتشر على الأرض و تدوسه الأقدام في جنح الظلام . و أن يغلق النحالُ البابَ
السفليَ العاديَ للخلية بورق الجرائد مثلا ، قبل بدء العمل في الخلية ، حتى لا يخرج
منه النحل فيكون قريبا إلى الأرض .
[2] إن لا ينسى مساعد النحال أبدا ، و
من حين لآخر ، توجيهَ الدخان إلى أسفل الخلية ليرغم النحل على الصعود إلى أعلى و
عدم نزوله أسفل الخلية نحو الأرض .
[3] الملاحظ رغم هذا كله أن النحل
ينجذب قليلا نحو الضوء الأحمر هذا ، نظرا لضعف لون زجاجه
و قلة سمك طلائه ، و يعين هذا الجذب من جهة ، و هروب النحل من الدخان
من جهة أخرى ، إلى توجيه النحل و التحكم في صده بعيدا عن الأماكن التي تنجز بها
العمليات داخل الخلية . و بعقلنة استخدام الضوء و الدخان ، يتمكن النحال من جمع
النحل ، و توجيهه إلى جهة معينة أو داخل صندوق آخر فارغ به مصباح آخر ، ضوؤه أقوى
من المصباح المستعمل و معلق داخل الصندوق الفارغ بشكل يسمح بتجمع النحل حول المصباح
داخل الصندوق .
و كل هذا للحيلولة دون تفرق النحل ، و
مضايقته للنحال و تعرضهما للإصابات . و بالممارسة ، سيكتشف كل نحال بنفسه أنجع
طريقة تمكنه من التحكم الأفضل في التعامل مع ساكنة خلاياه من طوائف النحل
.
[4] النظرمن وقت لآخر في البقعة المحيطة بالخلية و التأكد من عدم
وجود النحل السارح بها حتى لا يضيع تحت الأقدام . و استعمال الدخال لمنعه من
الإنتشار ، و إرغامه على الرجوع إلى حواف الخلية
.
[5] أن يعمل النحال كل ما في وسعه من انتباه و حذر لمنع سقوط أي قطعة
شهد أو سيلان كميات أو حتى نقط من عسل على جنبات الخلايا المفتوحة أو فوق الأرض
المحيطة بها . و ذلك حتى لا يجده نحل الخلية و نحل الخلايا الأخرى في اليوم الموالي
و منذ خروج النحل من خلاياه صباحا ، فتتسبب هذه البقايا في تجمع نحل من خلايا
مختلفة ، فيبدأ الإقتتال و تنتشر العدوى إلى الخلايا الأخرى
.
[6] و كوسيلة وقائية ما قبل الأخيرة ، وجدت لها الأثر الكبير في
تهدئة النحل و إزالة آثار المعاملة القاسية التي يسببها عادة فتح كل خلية من طرف
النحال في" نفسية النحلة "* ، و بعد قطع الثيار الكهربائي و إبعاد كل أسلاكه ، أن
يقوم النحال برش الخلية ـ أو الخلايا ـ التي كانت مفتوحة ، و التي أجريت فيها
العمليات ، بعد غلقها النهائي ، و إتمام العمل بالمنحل و الإستعداد لمغادرته ، و
كذا رش الخلايا المجاورة لها ، ورش أرضية المنحل **، برذاذ من الماء على شكل مطر
اصطناعي ، مباشرة على الخلايا و ما يوجد عليها من نحل ، حتى يتم بلل النحل دون
إحداث إى ضرر به .
و من نتيجة هذا الرش ، أن يغسل آثار
بعض ما سقط من قطع الشهد و نقط عسل على الأرض ، و أن يضعف من رائحة السم الصادر عن
جثت النحل المداس تحت الأقدام ، و أخيرا من آثار هذا الرش أن يعتبر النحل كل تدخلات
النحال المزعجة و كأنها حالة طبيعية من الحالات المنقوشة في سجله الوراثي منذ وجود
هذ الحشرة فوق اليابسة ، حيث كانت تتعرض لغضب الطبيعة المتمثل في الحرائق إثر
الصواعق أو الغرق إثر الأمطار الغزيرة و الفياضانات ، فلا تملك إزاءها غير الخنوع و
الخضوع حفاظا على حياتها و استمرار بقاء نوعها
[7] فتح الباب السفلي
العادي للخلية والذي سبق أن أغلقناه بورق الجرائد في بداية العمل ـ الرقم [1] ـ
[لمنع خروج النحل منه أثناء فتح الخلية من أعلى ، لقرب بابها السفلي من الأرض] . و
مغادرة المنحل دون فتح باب الخلية مثال حي لبعض الهفوات التي تقع فعلا في المناحل .
و مثل هذه الهفوة قد تكلف النحال كثيرا ، خاصة إذا كانت العملية التي
أجرِيت سابقا عملية كبرى و تسببت في خروج نحل كثير ، و بقي النحل لاصقا بجنبات
الخلية حتى الصباح لعدم تمكنه من الدخول إلى مسكنه . لذا و من باب الإحتياط و
الحيطة ، يـُنصح النحال بعد كل عملية صعبة أن يستيقظ باكرا و يشعل مدخنه ، و يقي
رأسه و وجهه ، ليتفقد حالة المنحل قبل خروج النحل و بداية خروجه ، حتى يصلح أي خلل
قد يسبب في إزعاج النحل . و أول ما يجب أن يثير انتباهه سكون النحل وخروجه عاديا من
خلاياه إلى مرعاه ، و عدم وجود بقايا من قطع الشهد أو بقع من العسل تسبب في تجمع
النحل عليها ، و متى وجدت قام بجمعها و إفراغ الماء مكانها لإزالة آثارها
.
كما أنه من المفيد أن يتفقد النحال حال الخلايا المفتوحة ليلا ليتأكد
من كونها محكمة الإغلاق من فوق ، او ما بين العاسلات ، لأن كل فتحة موجودة ستكون
منفذا للنحل السارق الذي يأتي من الخلايا المجاورة و يهاجم الخلية ذات المنافذ
المفتوحة ليسرق عسلها ، فيقع في شجار مع النحل الآخر و يتسبب في فوضى بالمنحل .
و أخيرا و ليس آخرا يحتفظ النحال في مخزن منحله بأكياس بلاستيكية
سوداء ذات علو و عرض أكبر من علو و عرض أعلى خلية بمنحله كالخلايا ذات الطابقين أو
أكثر، و على جنباتها ثقوب صغيرة ليتنفس منها النحل دون أن تسمح بخروجه . و في حالة
ماإذا لاحظ النحال خروج نحل خلية عن سيطرته أثناء عمله بالمنحل ليلا ، و خشي من
هجوم محتمل من طرف نحل الخلية ، فيبقى الحل الأخيرأن يدخل الخلية كلها في الكيس من
أعلى إلى الأرض ، و يضع الأحجار أو التراب على جنبات الكيس حتى لا يستطيع النحل
الجروج من تحته ، و تترك الخلية و نحلها مسجونة طيلة النهار ، ولا يرفع الكيس عنها
إلا بعد غروب الشمس وحلول الظلام لليوم الموالي ، و هذه المدة كافية لأن يستعيد
النحل هدوءه و يعود إلى حياته العادية ..
(منقول )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى